ولدي عمره ست سنوات ونصف كثير الحركة لا مبال لمن حوله وغير مكترث للنتائج مزعج أينما ذهبنا به.
له أخ عمره ثلاث سنوات يحاول تقليده وعندما يرانا نعاقب أخاه الكبير يتراجع
بدأت النتائج تتراجع في المدرسه مع العلم انه من الأذكياء ولكن كثرة الحركة تفقده التركيز.
يأخذ دوما مكافأته وعينه على ما حصل عليه الآخرون مع العلم انه لا ينقصه شيء، وهذا ما يسبب لي كأم اليأس والنفور
صعب ان ابدأ معه الدراسه هو في الصف الثاني حتى المعلمه دوما شكاوى عليه لدرجه اصبحت محرجة من الكل..
احيانا نناقش الموضوع انا وابوه ولكن دون جدوى فلقد بدأنا مرحله اليأس معه الرجاء المساعدة ولكم جزيل الشكر والتقدير...
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكِ أختي في موقعكِ المستشار.. ونسأل الله أن يكون المورد العذب لأسئلتكم الرائعة، ونسأل الله أن يعيننا على تقديم الأفضل لكم.. وأن يعينكِ على تنشئة أبنائِكِ كما يحب ويرضى..
أولًا:
ترتكز شكواكِ على ابنكِ الذي (يعاني) ,من كثرة الحركة وتشتت في التركيز وتأخر في نتائجه و(إحراجكِ) من شكاوى المعلمة.
ثانيًا:
يؤكد المختصون أن (كثرة الحركة وتشتت التركيز) يعدّ أمرًا طبيعيًا مابين2_3 سنوات من عمر الطفل، وعند ظهور هذه الحركة الزائدة في سنّ 5_7سنوات يعد اضطرابًا سلوكيًا_غالبًا_ ويكون مزعجًا للمدرسين والأسرة.
فابحثي وحددي متى بدأت لديه هذه الحالة..؟
ثالثًا:
غالبًا ما تكون أسباب هذا الاضطراب:
1_نقطة تحوّل في حياة الطفل، فقدَ جدّ أو جدّة أو شخص عزيز.
2_ظروف عائلية مثل ولادة أخ نال اهتمام العائلة وافتقد هو الأضواء والتركيز الذي كان يحيط به وحده.
3_ردة فعل يواجه بها حالات الضغط والتوتر بسبب الحاجات الجديدة والمسؤوليات المرتبطة بالبيئة المدرسية.
4_ردة فعل لمواجهة حالات سلبية يتعرض لها ممن حوله (ملل،يأس،تبرّم، نقد مستمر).
5_قد يكون ابنكِ محتاج لكثير من كلمات الحنان،فالأوامر والزواجر تحيط به.
ثالثًا:
أنا هنا لا أشخّص إنما أقنعكِ بضرورة تشخيصه وعرضه على المختصين حتى لايُظلم ابنكِ بسبب (خارج عن إرادته) وحتى لا يقلّ عن مستواه بسبب (سوء التعامل معه) ,و(عدم فهمه) ,وبسبب (ظروف دفعته لهذا السلوك)..
رابعًا: يجب تشخيصه لمعرفة ما إذا كان:
_(حالة فرط حركة وصعوبة التركيز) والتي تصنف ضمن الصعوبات (كالتأخر الدراسي) والتي تعالج من خلال المراكز المتخصصة.
_أو مجرد اضطراب،وفي هذه الحالة يصنّف ضمن السلوكيات التي يمكن التحكم فيها من خلال (مهارات التربية الايجابية) ابحثي في شبكة الانترنت ستجدين الكثير من المقالات والمهارات.
_ويجب فحص السمع للتأكد من عدم وجود مشكلة في السمع.
خامسًا:العلاج ينطلق منكما أيها الوالدان..
لا مكان لليأس..ولا للملل..ولا للإحراج من فلذة كبدكما..والذي سيكبر ويبركما دون تبرم أو إحراج أو ملل(إن شاء الله) فالبرّ يبدأ منكما.
مازالت الأرض خصبة ومازال قلب وعقل وسلوك ابنكما في طور التشكل..ومازال بالإمكان علاج المشكلة، وأهم إجراء تتخذانه الاستعانة بالله عزّوجل ودعاءه، ثم تحويل هذه التربية إلى (متعة) ولاتركزا على حل المشكلات وتنسيان البناء..بل هما خطان متوازيان.
سادسًا: مقترحاتي لكلٍ منكما أيها الوالدان الكريمان..
1_حددا كلامكما جيدًا لابنكما ولتركزا النظر إلى عينيه (بحب وابتسامة هادئة واثقة) أثناء إلقاء الأوامر ,وأمسكا يده بحنان ورفق أو بوضع اليد على رأسه حتى يشعر بدفئكما وحنانكما.
2_الالتزام بنظام الأسرة والانضباط بالمواعيد ,وفي الوقت ذاته يجب إعطاء الطفل فرصة للتنفيس.
3_علّما طفلكما إعداد قائمة المسؤوليات والواجبات اليومية، وتدرجا فيها،ولتُصنع هذه المفكرة بشكل جميل وملون،بحيث يؤشر الطفل بنفسه على الأعمال المنجزة،وعلى تمضية وقت بأقل مشاكل.
4_يبدوا أنكما ربطتما بين المكافأة المادية وبين شغب الطفل (فكلما أحسن التصرف كافأتماه ماديًا) ليست المكافأة فقط بالأشياء المادية بل تكون أيضًا بالابتسامة والتشجيع.
5_لا تضِيقا ذرعًا عندما تمتد عيني الطفل إلى ما لدى الآخرين، ولكن حاولا تغيير هذه النظرة بصبر ومثابرة،عوِداه على العطاء، وافتعلا أمام ناظريه مواقف يتعلم منها الإيثار والعطاء والقناعة.
6_القصة لها أثرها في التربية سواء القصص من التراث أو القصص التي تؤلفاها وتجعل الطفل هو البطل فيها.
7_طفلكما كثير الحركة، إذن هو بحاجة إلى زيادة التسلية والترفيه الموجّه،حتى لا يتعبكما بعبثه،نوّعا أنشطته مثلًا ابتكرا له ألعاب الحروف بالبطاقات الملونة، واقتنيا له الألعاب التعليمية الحركية والقصص المجسمة ,والأدوات الفنية كالصلصال والتركيبات.
8_ ينصح المختصون بالتقليل من الأغذية غير الصحية التي تحتوي على الألوان الصناعية، والتقليل من السكريات فقد وجد في عينة دراسة أن نسبة من الأطفال يتدهور سلوكهم بتناول السكريات.
9_يجب تقدير الطفل قبل أن يحاول إثبات حضوره بالشغب، وينصح الخبراء بتجاهل السلوك غير المرغوب فيه حتى يشعر الطفل أن ما يقوم به غير مثير للاهتمام، في الوقت الذي تعززان فيه الطفل وتمنحانه الكثير من كلمات الحب والحنان أثناء هدوءه وتصرفه بشكل سليم.
10_من أعظم الأمور التي تعوّد الطفل على الالتزام والصبر والهدوء، تربيته على الصلاة وعلى حب الصلاة، كما أن اتّباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في تعويذ الطفل بالأوراد من أسباب السكينة (أعيذكم بكلمات الله التامات من شر ما خلق) والمعوذات، وتشجيعهم على حفظ القرآن.
وأنصحكِ باقتناء إصدارات الدكتور مصطفى أبو سعد تحديدًا كتاب:(الأطفال المزعجون) والذي هو المرجع الرئيسي لهذه الاستشارة.
وأسأل الله أن يصلح لكِ النية والذرية وأن يجعل السعادة تلازمكم.
وبانتظار نتائج تجربتكِ وتطورات ابنك.
الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي
المصدر: موقع المستشار